أشعل النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الجدل من جديد بشأن مستقبله مع برشلونة، بعد تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها أنه لا يستعجل تجديد عقده الممتد حتى يونيو 2026.
وجاءت تصريحات ليفاندوفسكي مرتين خلال الأيام الماضية، الأولى قبل مواجهة كلوب بروج في دوري الأبطال التي انتهت (3-3)، والثانية أثناء تواجده في معسكر منتخب بولندا، حيث أشار إلى أنه يفضل الانتظار حتى نهاية الموسم لتقييم حالته البدنية والنفسية قبل اتخاذ أي قرار.
هذه التصريحات فتحت الباب أمام عدد من الأندية الأوروبية التي أبدت اهتمامها بالتعاقد مع المهاجم المخضرم، أبرزها فنربخشة التركي وميلان الإيطالي، اللذان يتابعان موقفه عن كثب.
ورغم الجدل، يواصل ليفاندوفسكي تقديم مستويات مميزة مع برشلونة، حيث تألق مؤخرًا بتسجيل هاتريك رائع أمام سيلتا فيجو (4-2)، مؤكداً أنه ما زال قادراً على العطاء في أعلى المستويات.
وذكرت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أن اللاعب تلقى الصيف الماضي عرضًا ضخمًا من أحد الناديين السعوديين الهلال أو النصر بقيمة تقارب 100 مليون يورو، لكنه رفض الرحيل في ذلك الوقت، حسب تصريحات وكيله بيني زهافي.
وفي المقابل، استفسر نادي فنربخشة عن الشروط التعاقدية لضم اللاعب، دون تقديم عرض رسمي بعد، احترامًا لاستقرار فريقه الحالي. وتشير التقارير إلى أن العرض المتوقع سيمتد حتى يونيو 2027، مع نية النادي التركي بيع المهاجم المغربي يوسف النصيري الساعي بدوره لخوض تجربة في الدوري السعودي.
أما في إيطاليا، فكشفت شبكة سكاي سبورتس أن ميلان يدرس ضم ليفاندوفسكي في صفقة انتقال حر بنهاية الموسم، إذ أجرى المدير الرياضي إجلي تاري اتصالات أولية مع مقربين من اللاعب، تمهيدًا لعقد اجتماع رسمي قريب لمناقشة البنود المالية.
ويبدو أن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش يلعب دورًا مهمًا في الصفقة، حيث يضغط داخل النادي لإتمام التعاقد، معتبرًا أن ليفاندوفسكي سيكون إضافة مثالية لخط الهجوم.
ووفقاً للتقارير ذاتها، فإن المهاجم البولندي منجذب لفكرة الانتقال إلى الدوري الإيطالي وخوض تجربة جديدة مع نادٍ كبير يتيح له الاستمرار في دوري أبطال أوروبا.
من جانبه، قال ليفاندوفسكي بهدوء:
> “أنا مرتاح، ولا أشعر بأي استعجال. الأهم بالنسبة لي هو حالتي بنهاية الموسم. أركز على تسجيل الأهداف ومساعدة الفريق على الفوز بالألقاب.”
ونفى وكيله زهافي الأنباء التي تحدثت عن نية اللاعب اعتزال اللعب قريبًا، مؤكدًا أن ليفاندوفسكي في أفضل حالاته البدنية وسيواصل مسيرته طالما يحافظ على هذا المستوى.
مسيرة أسطورة بولندية لا تُنسى
وُلد روبرت ليفاندوفسكي في 21 أغسطس 1988 بمدينة وارسو، وبدأ مسيرته الكروية في الأكاديميات المحلية، قبل أن يلفت الأنظار بقدراته التهديفية العالية.
تدرج عبر ناديي زنيتش برزج وليخ بوزنان في بولندا، حيث قاد الأخير للتتويج بلقب الدوري المحلي، ليخطف أنظار كشافي بوروسيا دورتموند.
في عام 2010، انتقل إلى الفريق الألماني ليبدأ مرحلة التألق الحقيقي تحت قيادة يورجن كلوب، إذ ساهم في تحقيق لقب البوندسليجا مرتين وبلوغ نهائي دوري الأبطال عام 2013.
وفي صيف 2014، انتقل إلى بايرن ميونخ، حيث كتب واحدة من أروع المسيرات في تاريخ النادي، محققًا أكثر من 300 هدف وعددًا قياسيًا من الألقاب المحلية والقارية، من بينها دوري أبطال أوروبا 2020.
دوليًا، يُعد ليفاندوفسكي الهداف التاريخي لمنتخب بولندا، بعدما قاد بلاده في عدة بطولات كبرى أبرزها كأس العالم ويورو أوروبا.
وفي 2022، انضم إلى برشلونة بحثًا عن تحدٍ جديد، وسرعان ما أثبت قيمته في الدوري الإسباني، بفضل قدرته الكبيرة على التسجيل والتحرك الذكي داخل منطقة الجزاء.
ليفاندوفسكي ليس مجرد هداف، بل رمز للانضباط والاحترافية، ويُعد من أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم الحديثة، بعدما جمع بين القوة البدنية، الذكاء التكتيكي، والدقة أمام المرمى، ليخلّد اسمه في سجلات الكرة العالمية.